26 - 06 - 2024

إيقاع مختلف | نَوَارِسُ الفِضَّةْ

إيقاع مختلف | نَوَارِسُ الفِضَّةْ

(أرشيف المشهد)

17-2-2015 | 19:22

أَلْقَوا عَلَى وَجْهِ الحَيَاةِ سَلامَا

وَمَضَوا هُنَالِكَ، لِلبَعِيدِ كِرَامَا

هُمْ يَخْرُجُونَ الآَنَ مِن صَلصَالِهمْ 

يَنفُونَ نَقصَاً عَنْ بَهِىِّ كَمَالِهِمْ

يَتَخَيَّرُونَ لَدَى الخُلُودِ مَقَامَا

وَهَبُوا الحَيَاةَ نَسِيمَهُمْ فَتَأَرَّجَتْ

هِىَ هَيَّأَتْ لَهمُ البرَاقَ وَأَسْرَجَتْ

فَعَلَوا إِلَى حَيْثُ الخَيَالُ حَقِيقَةً

حَيثُ الجِرَاحُ سَتَسْتَحِيلُ خُزَامَى

 كَتَبُوا بِأَعْيُنِهِمْ عَلَى أَيَّامِنَا

سُوَرَاً مِنَ الزَّيْتُونِ تُومِضُ بِالسَّنَا

صَعِدُوا نَوَارِسَ بَهْجَةٍ

يَا مَنْ رَأَىَ

سِرْبَ النَّوَارِسِ 

فِضَّةً تَتَسَامَى

هَذِى أَبَارِيقُ اليَقِينِ، وَمَنْ سَقَى؟!!!!!!!!

مَنْ يَسْكُبُ الرِّضْوَانَ مِنهَا مُغْدِقَا؟!!!!!!

لا، لا أَبُوحُ

وَكَيفَ لِى بَوحٌ هُنَا

وَالنُّورُ يَهمِى

يُطْفِىءُ الأَقْلامَ

نعم، لقد أصبح شهداؤنا أكثر منا حضوراً فى حياتنا، وصار حضورهم فى الحياة أسطع من أولئك العابرين على ظهر الحياة.

أصبح شهداؤنا أسطع حضوراً، منذ أن خرجوا من أسر الصلصال، وصاروا نوراً خالصاً، ينفى عن كماله كل نقص، ويبعد عن صفائه كل كدر.

تركوا لنا جدلاً عقيماً، بل تركونا نحن للجدل العقيم، وصعدوا هم سرباً من نوارس الفضة يتعالى إلى حيث شاء، ويبلغ ما لا نستطيع أنت وأنا من آحاد الناس وبسطائهم الفانين أن نتصور، ولم يبخلوا وهم يصعدون إلى خلودهم الأدبى أن يمنحوا الحياة بعضاً من نسيمهم النبيل علها تتأرج به، فهل يستطيع أمثالنا من الغارقين فى قصورهم أن يستشعروا هذا النسيم العاطر أو أن يروا ذلك النور المذهل؟

لكأنى أسمع صوتهم الذى لم يصدحوا به، يدعونا إلى أن ننتمى إلى الحقيقة، إلى الحقيقة وحدها، علنا نقترب من اليقين الذى يسقون هم من أباريقه، وحق للكلمات تتعثر فى فمى حين أحاول أن أقول بيد من يسقون من أباريق اليقين، إنهم فى ضيافة من لا يضام ضيفه، وفى كنف من لا يرضى المستجير به بغير كنفه.

يصعدون هم ويتركوننا نحن إلى المتاجرة بدمائهم يمنة ويسرة، كل يحاول أن يبيع دمهم رخيصاً من أجل الانتصار للفريق الذى ينحاز إليه، وكأنهم آية جديدة من آيات عجزنا وتخلينا عن إنسانيتنا، وكأننا نحن بدلاً من أن نجعل من دمائهم وقوداً نورانياً للارتقاء بأنفسنا ولإيقاظ أنوار حقيقيتنا نمعن أكثر فى جدلنا الدنيوى الرخيص.

كل منا متروك الآن إلى ضميره الإنسانى والوطنى، عله يرقى إلى الحقيقة التى صاروا هم إليها، فهل نحن مرتقون؟!!.

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة





اعلان